أنشأ هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 0108784120
الشاعر حسام العقدة يرحب بكم فى موقعه الجديد *** ترقبوا الديوان الجديد للشاعر المبدع حسام العقدة : ديوان (البصمات) والذى سيصدر ضمن قريباً

31‏/10‏/2010

دراسة نقدية

دراسة (المؤتلف والمختلف)

قراءة فى نماذج من شعر العامية فى الدقهلية

دراسة عن ديوان (القطة العميا) للشاعر حسام العقدة

أعدها الأستاذ مسعود شومان

وتم نشرها فى كتاب المشهد الإبداعى فى الدقهلية

ضمن أبحاث مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم

كتابات نقدية 83) والصادر عام 1998 م

*******************************

وقد جاء فى تلك الدراسة ما نصه :

"حسام العقدة ولعبة القطة العميا :

يبدأ حسام العقدة لعبته / لعبة الجموع متمثلة فى (العيال) هذا ما قد يتضح لنا منذ بداية القصيدة ، لكن القارىء لها سيكتشف أن العقدة قد بدأها مع الجموع حتى أصبحت لعبته هو ، وهنا يتأكد لنا أن اللعبة اختيار وقدر ، إنها اللعبة الحلم ، ولنبدأ مع حسام العقدة لعبته / حلمه / الدائرى / مأساته ، فالقصيدة تبدأ بخطاب للذات والقارىء ليشتركا معاً فى ممارسة اللعبة ، وهو هنا يترك مساحة عالية من حرية الاختيار لينتظر القارىء دوره فى اللعبة ، أو ينحاز للجموع (العيال فوق السطوح)

الدور على
أربط عنيا
ويا العيال فوق السطوح

إن الرحلة تبدأ بخيبة أمل بعدم الإمساك بما يؤنس ، بالإنسان ويتأكد هذا الإحساس بعد إمساكه لأحد ، ولا يتضح فى المشهد سوى صورة يد ممدودة أمامه تبحث ، لكنها لم تصل بعد لضالتها التى لم تحدد ـ بعد ـ كنهها
واحاول أمسك أى حد فى سكتى

ما امسكشى غير حبة هوا

وعفار جدار يكفوف إيديا

والسؤال هل كان يبحث حسام العقدة عن شىء يعرفه ، أم أنه ترك لحواسه أن تكتشف من العالم المحيط ما يخصها ، فاللعبة هنا هى وسيطة فى العلاقة ، وهو من البداية قد حدد زمن ومكان اللعبة
فزمانها (المغربية) ومكانها (فوق السطوح) وهنا يؤكد على خطورة لعبته ، إذ إن العين مربوطة أى لا ترى ، وهو يتحرك فوق السطوح بما قد يعرضه لخطر الوقوع ، لكن (الجدار) دليله كى لا يسقط ومن هنا تبدأ فرحته / فرحة الجموع بعدم إمساكهم وعدم سقوطه
ما امسكش غير حبة هوا

وعفار جدار بكفوف إيديا

واضحك وهما يهيصوا ويفرحوا

ويروحوا بعد التعب

وهنا تبدأ الحركة الثانية فى بناء القصيدة والتى تبدأ بقرار اختياره للعبته لعبة الحياة ؛ لعبة اكتشاف العالم من خلال الحلم أو من خلال حواس أخرى غير العين ، لتتسع لرؤية لتفسح مكاناً للبصيرة والحدس ، والذات هنا تعلى قيمتها بوصفها الحواس الأكثر صدقاً ، ولأن الذات راهنت على اختيارها / قدرها استطاعت أن تقيم علاقة مع لعبتها / عالمها لتتصل الدائرة ، وتطرح علينا سؤالاً : هل من يدخل اللعبة ـ قاصداً اللعب حتى يصل لدرجة التورط فيها ـ يستطيع الخروج من آلياتها ببساطة كما دخل ؟
لكن أنا

قررت تفضل لعبتى

عدت سنين

وانا لسه بلعب لعبتى

واللعبة عشقت دنيتى

عشقت عيونى مغمضين

الذات إذن أدركت العالم أو تحاول ، لكنها لم تعاين تفاصيله ، لذا فقد جاءت محاولات بحثها عن (أى حاجه) وكذلك كانت محاولاتها مع أشياء ، قد لا تطولها اليد الممدودة / مقود الذات فى اللعبة ، ولأنها اصطدمت فى بداية اللعبة بعفار الحوائط فقد حاولت أن تدخل لعبة تخيلية وتحاول أن تصل إلى كل ما هو علوى مستخدمة الحواس فى الوصول إلى هذه الأحلام

باحاول أمسك أى حاجه

باحاول أوصل للقمر

ألمس شجر

أحضن قدر

ولما أدرك أن أحلامه العلوية لا تتحقق فقد عاد مرة أخرى لأرضيته ليفتش مرة أخرى فى الذات ، ويبحث عن ضحكة مفقودة كان مصدرها الجموع التى استطاعت أن تورطه فى دخول لعبه /قدر وتسليه براءة الاكتشاف خاصة وأن السنين تعبر به / عليه فى لعبة الحياة ومازالت اللعبة مستمرة ، وهو مستمر فيها لتتصل الدائرة اللانهائية بين (الدور علىَّ) و(أنا مستمر فى لعبتى)

إن حسام العقدة يمارس لعبة (القطة العميا) وهو بصير بآليات لعبة الشعر ، لذا فهو يعتمد تقنيات مناسبة لبساطة اللعبة لكنها فى بساطتها تحمل عمق اللعب ، وتأتى هذه الأليات فى صور متعددة منها : ـ

1 ـ آلية التقفية

إن قصيدة (القطة العميا) تعتمد فى بنائها على آلية التقفية ، وليست القافية هنا حلية جمالية وحسب ، وإنما تمثل مفصلاً بنائياً يأتى فى بساطة ـ بلا افتعال كبساطة اللعبة
الدور علىَّ

أربط عنيا

ويا العيال فوق السطوح ... المغربيه

ما امسكشى غير حبة هوا

وعفار جدار بكفوف إيديا

لاحظ بساطة التقفية وطبيعتها فى سياقها البنائى
وهكذا تستمر هذه الآلية فى كل القصيدة ، فكل قافية تمثل الصوت الذى تنتهى به حركة بنائية صغرى داخل حركة البناء الكلية ، فهى ليست ـ كما جرى العرف ـ نهاية البيت الشعرى التى يقتضيها مقتضى الحال ، وإنما تمثل اللبنة الأولى فى بناء النص موسيقياً ودلالياً

صوت العيال روح وزود وحدتى

أخذوا معاهم ضحكتى

*******
كل اللى لعبوا اللعبه ديه فتحوا

والليل بيخلق ألف شمس تروحه

وهى كما ترى لا تأتى متتالية كتتالى قافية الأزجال أو قصائد شعر العامية التى تقترب من الحس الزجلى ، لذا فهى تقوم بدور بنائى وصوتى وبالتالى جمالى لتحقق معادلة مهمة وهى القدرة على انتخاب آليات قديمة ومحاولة صناعة تصور حداثى للقصيدة العامية

2 ـ وحدة التفعيلة

تعتمد قصيدة (القطه العميا) على تفعيلة واحدة من بحر الرجز وهى مستفعلن (/5 / 5 // 5) ، وتتنوع الأسطر فى القصيدة بين سطور يكون ميزانها مقدار تفعيلة واحدة وتزيد حتى تصل فى بعض الأسطر إلى عدد ثلاث تفعيلات
الدور علىَّ / 5 / 5 // 5 - / 5

اربط عنيا / 5 / 5 // 5 - / 5

ويا العيال فوق السطوح ... المغربيه / 5 / 5 // 5 - / 5 /

5 //5 - / 5 / 5 //5 - / 5 / 5 // 5

كما يقوم الشاعر بصناعة سطور متساوية التفاعيل خاصة فى الأجزاء التى يتم الإشارة فيها إلى الجموع / العيال ، وهى المنطقة التى يخضع لسلطة قانونها فى اللعب

كل اللى لعبوا اللعبه ديه فتحوا

/ 5 / 5 // 5 - / 5 / 5 //5 - / 5 / 5 //5 - / 5 / 5 // 5

والليل بيخلق ألف شمس تروحوا

/ 5 / 5 // 5 - / 5 / 5 //5 - / 5 / 5 //5 - / 5 / 5 // 5
مستفعلن ـ مستفعلن ـ مستفعلن

3 ـ التشاكل الصوتى

ويأخذ التشاكل الصوتى عدة صور منها الاستدعاء الموسيقى لمفردات تقاس على مفردة أخرى تأتى فى سطر تالٍ مباشرة ، وكذلك الجناس الكامل والناقص والحروفية ، وهى أن تتشاكل بعض الحروف صوتياً أو صورياً لتسيطر على أحد أسطر القصيدة وهكذا ومن هذه الآليات الموسيقية المكملة لآلية التقفية نجد : ـ

ـ المجانسة لكلمتى (عفار / جدار) وذلك فى علاقة تجاور فى سطر واحد

ـ استدعاء مفردة لمفردة أخرى صوتياً فى سطرين متتاليين مثل واضحك وهما يهيصوا ويفرحوا ــــــــــ ويروحوا بعد التعب
وهى من الآليات التى يستسهلها بعض شعراء العامية ، وهى خصيصة أثيرة لدى معظمهم
ـ الحروفية فى استخدامه لحرف السين الذى يؤكد على دلالة (الصفير) أثناء ممارسته للعبة (القطة العميا) ويؤكدها لفظ (الهواء) ونجدها فى مفردات (السطوح) ، (امسك) ، (سكتى) ، (ما امسكشى) ، والتشاكل الصوتى مع حرف الصاد فى (ويهيصوا) ـ
ـ القياس التركيبى ، ويتمثل فى (ألمس شجر) ، (احضن قدر) ـ
ـ إن قصيدة (القطة العميا) واحدة من قصائد شعر العامية التى تحقق معادلة مهمة بين التصور الجمالى المفارق وآليات شعرية قد يراها البعض قديمة ، لكن حسام العقدة يعيد النظر لها بل ويلفتنا إليها لنرى الشعر يصفو دون صورة شديدة التركيبية لا تقول شيئاً ، ونعتقد أن حسام العقدة يحاول أن يحفر لنفسه طريقاً متميزاً فى شعر العامية المصرى ، نأمل أن يواصل الحفر لتزيدنا (قطته العميا) بصيرة بالحياة والشعر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقدمة ببلوجرافيا شعراء العامية وزجالى الدقهلية

ومن ملحق ببلوجرافى لشعراء العامية وزجالى محافظة الدقهلية وجه الباحث والناقد مسعود شومان الشكر للشاعر حسام العقدة على معاونته فى استكمال بعض بيانات الشعراء ، من خلال هذه المقدمة التى كان نصها :

"هذه الببلوجرافيا لا تعدى لنفسها الكمال وإنما هى محاولة أولى فى سبيل توثيق إنجازات شعراء وزجالى الدقهلية ، فمن المؤكد أنها ليست وافية تماماً وهذا ليس تقصيراً منى وإنما ضيق الوقت لم يسعف الدارس فى استكمال بعض بيانات الشعراء ، والدارس يتوجه بشكر عميق إلى الشاعرين حسام العقدة ومحمود الزيات اللذين أمدانى بمعلومات ضافية عن بعض الشعراء نرجوا أن نستكمل ما نقص منها فى الكتاب الذى أعده منذ سنوات (ببلوجرافيا شعراء العامية المصرية منذ 1951حتى الآن) ... مسعود شومان"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نشرت هذه المقدمة فى كتاب المشهد الإبداعى فى الدقهلية ضمن أبحاث مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم / كتابات نقدية 83 والصادر عام 1998 م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ